الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
اهلا وسهلا بيك (ي) في منتداك وان شاء الله تجد (ي) ما ينفعك (ي) وشكرا لزيارتك (ي) تحياتي
بارك الله فيكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
اهلا وسهلا بيك (ي) في منتداك وان شاء الله تجد (ي) ما ينفعك (ي) وشكرا لزيارتك (ي) تحياتي
بارك الله فيكم
الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

المنتدى
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 48 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 48 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 299 بتاريخ الأحد أكتوبر 06, 2024 8:58 pm
تصويت
مكتبة الصور


في أهمية التراث الطبي الإسلامي Empty
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
جمال الجزائري
في أهمية التراث الطبي الإسلامي Vote_rcapفي أهمية التراث الطبي الإسلامي Voting_barفي أهمية التراث الطبي الإسلامي Vote_lcap 
محمد الجزائري
في أهمية التراث الطبي الإسلامي Vote_rcapفي أهمية التراث الطبي الإسلامي Voting_barفي أهمية التراث الطبي الإسلامي Vote_lcap 
الاقصى
في أهمية التراث الطبي الإسلامي Vote_rcapفي أهمية التراث الطبي الإسلامي Voting_barفي أهمية التراث الطبي الإسلامي Vote_lcap 

القرأن الكريم
الاقصى

فيس بوك
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط محمد الجزائري والحديقة الالكترونية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC على موقع حفض الصفحات

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 



في أهمية التراث الطبي الإسلامي

اذهب الى الأسفل

القران المسموع في أهمية التراث الطبي الإسلامي

مُساهمة من طرف جمال الجزائري الجمعة ديسمبر 03, 2010 10:35 am

فيأهمية التراث الطبي الإسلامينشرةالطب الإسلامي العدد الخامس (98- 109) 1988 مللدكتورإبراهيم بن مراد
تونسإن التراث العلمي الإسلامي-وللطب منه المنزلة الأغلب والحيز الأكبر- تتنازعه اليوم ثلاثة مواقف:
أولهما موقف تمجيدي يرىفيه الأساس والدعامة اللذين لولاهما لما كانت الحضارة العلمية والتقنية الغربيةالحديثتان؟ وثانيهما موقف تحقيري يرى فيه مجرد مادة قد جمعت تجميعا من المصادرالأعجمية المترجمة إبان حركة الإنشاء العلمية الإسلامية في قرون الإسلام الأولى.وينزع أصحاب هذا الموقف عن المسلمين فضل السبق والإضافة في كثير من مجالاتالعلم؟ وثالث المواقف موقف لا يعني أصحابه من شأن التراث العلمي الإسلاميتمجيدا أو تحقيرا لأنه لا يعدو في نظرهم أن يكون حديثا من أحاديث الماضي الذيانطوت صفحاته وأن يفيد اليوم إلا ما يفيده درس الخريج القديم.والحق أن أصحاب المواقفالثلاثة قد ركنوا إلى الشطط ولم ينجوا من آثار الهوى والعصبية ولم يخلصواللحقيقة الأسامية المحضة. فلا شك أن المغالاة في التمجيد هي من باب المواقفالعاطفية التي قد تؤدي في بعض مظاهرها إلى ضرب من "التوفيق العلمي " الذييضر بالماضي وبالحاضر وبالمستقبل على السواء. ثم لا شك أيضا في أن القول بخلوالتراث العلمي الإسلامي من عناصر الطرافة والابتكار مذهب ظالم متجن قائم علىجهل صريح بصلات التأثر والتأثير بين الثقافة العلمية) لعربية الإسلامية والثقافاتالأخرى؟ ثم لا شك أخيرا في أن اعتبار التراث العلمي الإسلامي مجرد صفحة منالماضي قد انطوت إنكار منكر لذلك التراث جملة وتفصيلا، وفي ذلك ما فيه منالتجني على الحقبة العلمية العربية الإسلامية التي استغرقت من تاريخ البشريةفي مدارج تطورها ثمانية قرون (من منتصف القرن الثاني الهجري / التاسع الميلاديإلى منتصف القرن العاشر الهجري / الخامس عشر الميلادى).ولا نريد أن نقع فيما وقعفيه كثيرون ممن سبقنا من تعصب للتراث العلمي الإسلامي أو تعصب
عليه، فإن التعصب له لايضيف إلى قيمته الحقيقية شيئا كما أن التعصب عليه لا ينقص من أهميته الحقيقيةشيئا. لذلك أردنا أن نقف موقفا وسطا وأن نذهب مذهبا معتدلا فلا نشط ولا نبالغبل ننطلق فى تبيان أهمية التراث العلمي الإسلامي- قديما وحديثا- من معطياتموضوعية وأدلة علمية. ولكن تعميم النظر في التراث العلمي الإسلامي كله مطلبعسير لأنه يقتضي بحثا استقصائيا موسعا معمقا ما أمكن الاستقصاء والتوسع والتعمقوليس ذلك كله مما يطيقه بحث كهذا البحث مخضع لمقتضيات ليس له أن يتعداها.لذلك رأينا أن نقتصر في إثباتنا أهمية التراث العلمي الإسلامي على علم واحدهو الطب، فإن لنا من المعرفة به وبتاريخه وبمراحل تطوره ما يمكننا من الحديثعن أهميته. وسنجزىء هذا البحث جزئين، نعني في أولهما بأهمية التراث الطبيالإسلامي في القديم، ونخص بالثاني أهميته في العصر الحديث.أ- أهمية التراث الطبيالإسلامي في القديم:إن الحديث عن أهمية التراثالطبي الإسلامي في القديم يعني في الحقيقة التاريخ له ولمراحله لأنه منذ نشأتهفي عصر الترجمة إلى تداعيه في فجر النهضة العلمية الغربية الحديثة لم يخلمن مظاهر الطرافة والابتكار. ثم إن الحديث عن تلك الأهمية يقتضي أيضا تعدادالاكتشافات العلمية التي أسهم بها الأطباء المسلمون في بناء الحضارة الإنسانيةوتطوير العلوم البشرية. ولكننا لا نخفي خشيتنا من الخوض في التاريخ العامللطب الإسلامي ومن تعداد مآثر الأطباء المسلمين، لأن ذلك يوقعنا في تكرارحقائق أصبحت اليوم معلومة متعارفة. لذلك رأينا أن نقتصر على جانب واحد لمينل بعد حظه من الدرس ولم يعن به الدارسون عناية خاصة، ونعني صه:- فصل الطب، عن الفلسفة:لقد غلبت ط على الطب الإسلامي-وخاصة أثناء القرون الهجرية الخمسة الأولى- النظرية اليونانية التي تخضع الطبللفلسفة وتجعله جزءا منها وعلما من علومها، وقد قوي تلك النظرية جالينوس خاصة،وقد كان طبيبا وفيلسوفا. وقد أخذ المسلمون من بين ما أخذوا عن اليونانيينذلك المذهب واعتمدوه منذ بدايات إنتاجهم العلمي. فقد اعتمده وانطلق منه الطبيبالفيلسوف إسحاق بن عمران (ت. 279 هـ/ 982 م) الذي قال في كتابه "الماليخوليا"-أثناء حديثه عن المعرضين أكثر من غيرهم للإصابة بمرض الوسواس-: وأما المكبونعلى قراءة الكتب الفلسفية أعني كتب الطب وكتب المنطق وكتب النظر في جميع الأشياءوكتب الناظرين في أصول الحساب وعلمه المسمى باليونانية الارثماطبقي، والنظر في علم الفلك والكواكب وهو علم التنجيم المسمى باليونانية الاسطرونميا والنظر في علم الهندسة والمساحة ويسمى علم الخطوط بالعربية ويسمى بالرومية،الجومطيا (…) فإنهم- والله أعلم- قريبون من الوسواس السوداوي (2).وقريب من هذا أيضا ما ذكرهأبو الحسن علي بن رضوان (ت. 453 هـ/ 1061 م) في كتابه "الكتاب النافع في كيفيةصناعة الطب ". فقد حدد ابن رضوان للمتعلم مجموعة من العلوم، بعضها يكفي المتعلممن كل واحد منها بعض المختصرات (3) وهي اللغة والنحو وعلم الحساب والعدد والمساحةوالهندسة والتأليف (أي تأليف الأدوية المفردة) والتنجيم وبعضها الآخر واجبويشمل صناعة المنطق والعلم الطبيعي وعلم الأخلاق. ويعلق ابن رضوان على تعلمهذه العلوم كلها بقوله. "وإذا كان الأمر على ما وصفنا، فالأمر على ما قالجالينوس: إن الطبيب الفاضل فيلسوف كامل " .وقد كان لهذا الجمع بينالطب والفلسفة أثره العميق في نشاط كثيرين من الأطباء الذين كانوا أطباء وفلاسفةفي الوقت ذاته، يؤلفون في الطب والفلسفة على السواء. ولنا في أبي بكر محمدبن زكريا الرازي (ت. 313 هـ/ 925 م) وأبي علي الحسين بن سينا (ت. 428 هـ/037 1 م) خير دليل على هذا الاتجاه. فقد كانا طبيبين فيلسوفين امتزج عندهماالطب بالفلسفة وألفا فيهما جميعا. ولقد كان لهذا المذهب التوفيقي بين الطبوالفلسفة أثره في تصور الطب وفهمه. فقد كان معظم الأطباء- حتى القرن الخامس-يقسمون الطب إلى علمي وعملي ولكنهم لا يخرجون القسم العملي عن دائرة العلمالنظري ونستدل على هذا الاتجاه بموقف ابن سينا الذي نعتبره خلاصة لمواقف سابقيه.فقد قال مقدمة كتاب القانون "إذا قيل إن من الطب ما هو نظري ومنه ما هو عمليفلا يجب أن يظن أن مرادهم فيه هو أن أحد قسمي الطب هو تعلم العلم والقسم الآخرهو المباشرة للعمل كما يذهب إليه وهم كثير من الباحثين عن هذا الموضع، بليحق عليك أن تعلم أن المراد من ذلك شيء آخر وهو أنه ليس واحد من قسمي الطبإلا علما لكن أحدهما علم أصول الطب ، والآخر علم كيفية مباشرته، ثم يخص الأولمنهما باسم العلم أو باسم النظر ويخص الآخر باسم العمل ، فنعني بالنظر منهما يكون التعليم فيه مفيد الاعتقاد فقط من غير أن يتعرض لبيان كيفية عمل مثلما يقال في الطب إن أصناف الحميات ثلاثة وإن أصناف الأمزجة تسعة. ونعني بالعملمنه لا العمل بالفعل ولا مزاولة الحركات البدنية بل القسم من علم الطب الذييفيد التعليم فيه رأيا، ذلك الرأي متعلق ببيان كيفية عمل ، فإذا علمت هذينالقسمين فقد حصل لك علم علمي وعلم عملي وإن لم تعمل قط .وولوع الأطباء بالنظر والرأيقد جعل منهم أطباء قياس، ميالين إلى الاعتماد على علوم الفلسفة في استنباطالحقائق حول الجسم وطبيعته والآفات التي تجتاحه والأدوية التي تبرئه. وهذهالفكرة هي التي سادت عنهم عند معظم الدارسين وخاصة من الغربيين. وقد زكى هذاالرأي في الأطباء المسلمين فصلهم بين "إعمال النظر" و "إعمال اليد" وتفضيلهمفي أحيان كثيرة، الأول على الثاني، بل إن منهم من كان يحتقر العمل باليد..وقد عبر عن ذلك الموقف أبو مروان عبد الملك بن زهر الأشبيلي (ت. 557 هـ/ 1162م) في كتاب "التفسير في المداواة والتدبير" عند حديثه عن معالجة "فك المفاصل": وأما محاولة ذلك باليد فهو من أعمال بعض الخدمة للطبيب وكذلك الفصد والكيوقطع الشريان وما هو أشرف من هذه رتبة مثل التشمير ولقط السبل، وأعلى رتبةمن هذه للخدمة إجادة القدح، وكلها من أعمال الخدام للطبيب وأما الطبيب فمنشأنه أن يدبر بالأغذية والأدوية أمر المريض) ولا يتناول بيديه شيئا من ذلك،كما ليس من شأنه أن يعقد المعاجن إلا في الضرورة. وإنما ذكرت من أعماله اليدما ذكرت لأنه إذا اضطر الطبيب في نفسه أو فيمن يحضره ممن يغتنم الأجر فيهلابد له أن يعمل ما يحسن عمله مما خف. وأما ما يكون من الأعمال المستقذرةالقبيحة، كالشق على الحصى، فإن الحر لا يرضى لنفسه بعمل ذلك ولا بمشاهدته.وما أظن أن الشريعة تبيحه إذ فيه كشف العورة، وكشفها حرام .وقد أعتقد نقدة هذا المذهبأنه كان الأعم والأغلب وأن الطب الإسلامي لم يكن قط منفصلا عن نظريتي أبقراطثم جالينوس في القوى والأخلاط وعن مذهبيهما في الاستدلال بالقياس النظري الفلسفي.ولم يستثن من ذلك إلا أبو القاسم الزهراوي (ت 4040 هـ/ 1013 م) الذي كان طبيباجراحا وخص الجراحة بالجزء الثلاثين من موسوعته الطبية "التصريف لمن عجز عنالتأليف ".والحق أن غلبة هذه النظريةوانتشارها لم يكونا لتميز حقيقي في الطب الإسلامي أو لغلبة حقيقية عليه بلكان في نظرنا بسبب سيطرة مدرسة طبية يعينها على الطب الإسلامي عامة هي المدرسةالتي كان يمثلها أبو بكر الرازي وأبو علي ابن سينا من بعده.، وهي مدرسة طبيةفلسفية وليست طبية محضا. وقد ازداد شأن هذه المدرسة قوة بتأثير من المنزلةالتي كانت لأهم كتابين يمثلانها- وهما كتاب "الحاوي " للرازي وكتاب "القانون" لابن سينا- في، أوروبا بعد نقلهما إلى اللغة اللاتينية وانتشار ذكرهما وتقدممؤلفيهما على من عداهما من أطباء الإسلام في الشهرة.ولم تكن هذه المدرسة فيالحقيقة إلا اتجاها. وقد حجبت شهرة ممثليها الرئيسيين- أي الرازي وابن سينا-مدرسة ثانية يحق لنا أن نسميها بالمدرسة الطبية المحضة وإن لم تقص القياسولم تقض عليه. ولكن هذه المدرسة لم تستقم معالمها بعد ولم تقم أركانها ولمتتبين خصائصها إلا لماما. والسبب في ذلك هو أن معظم ممثليها لا يزالون مغمورين،إما لأن آثارهم لم تنشر بعد أو لأنها لم تدرس بعد ولم يعمق فيها النظر أولهذين السببين مجتمعين. ونذكر من خصائص هذه المدرسة اثنتين مهمتين:ا- أولاهما هي إعمال اليد:فإن الطب لم يبق مجرد نظر في الكليات واستقراء للجزئيات بل أصبح يجمع بينالنظر والتطبيق أو بين العلم النظري والعمل التطبيقي. وأهم ما أعملت فيه اليدمجالان اثنان:أولهما هو الجراحة. وقدكان أطباء كثيرون يمارسونها إما جهرا وإما خفية. وأشهر من عرف بها وعرف بهاوشهر أمر؟ مما هو أبو القاسم عباس بن خلف الزهراوي في الجزء الثلاثين من كتاب"التصريف لمن عجز عن التأليف ". وقد اشتهر أمر هذا ، هذا الجزء فترجم إلىأكثر من لغة ونثر نصه العربي وحظي بالدراسة والتحليل . وقد طغت شهرة الزهراويعلى غيره من الأطباء في مجال الجراحة. ولا شك أن الدراسة المعمقة لهذا المجالفي تاريخ الطب الإسلامي- بالاعتماد على النصوص- لا تزال مفقودة.وثاني المجالين هو تحضيرالأدوية. وهذا المجال لا يزال في الدراسات الحديثة غفلا أو كالغفل. فهو اليوممتنازع بين الطب والصيدلة. ويبدو أن مؤرخي الطب الإسلامي مازالوا- مثل كثيرينمن الأطباء القدامى- لا يرون ضرورة الجمع بين علم الطب والصناعة الدوائية.ونذكر ممن عني بمباشرة الدواء بيده ثلاثة أطباء:أولهم هو أبو جعفر أحمدبن الجزار (ت 0 369 هـ/ 985 م). فقد أكثر في كتبه من الإشارة إلى الأدويةالتي ألفها بنفسه، منها- مثلا- إشاراته في كتاب "المعدة" إلى شراب ألفه لإنزالالمادة الصفراء من المعدة ، واطريفل بارد قابض ألفه لأصحاب المعدة الحارةالضعيفة المسترخية ، ودواء ألفه لصاحب القيء الشديد الخ.وثانيهم هو أبو مروان عبدالملك بن زهر. فقد صرح بأنه لا يحب ممارسة الجراحة لكنه أظهر شدة ولعه بعملالأدوية. وقد قال في ذلك: " وأما أنا فإن في نفسي مرضا من أمراض النفوس منحب أعماله الصيدلانيين وتجربة الأدوية والتلطف في سلب بعض قوى الأدوية وتركيبهافي غيرها وتمييز الجواهر وتفصيلها ومحاولة ذلك باليد، ومازلت مغرما بذلك مبتلىبه .وثالث الأطباء هو أبو جعفرأحمد الغافقي (ت.560 هـ / 1165م فقد أشار في مقدمة كتابه "الأدوية المفردة"إلى أن معظم أطباء عصره في الأندلس صيادلة يتولون عمل الأدوية بأنفسهم: "أطباؤناهؤلاء كلها صيادلة يتولون بأنفسهم عمل الأدوية المركبة وجميع أعمال الصيدلة.وما أقبح بأحدهم- لو عقلوا- أن يطلب أدوية مفردة لتركيب دواء فيؤتي بأدويةلا يعلم هل هي التي أراد أم غيرها فيركبها ويسقيها عليله ويقلد فيها الشجارينولقاطي الحشائش إن أطباءنا هؤلاء كلهم صيادلة، ولا تكسب لهم ولا معاش إلامن الصيدلة وهم لا يعلمون ذلك ".تلك، إذن هي الخاصية الأولى،وهي تثبت أن الطب لم يكن قي نظر هؤلاء الأطباء الذين ذكرنا كليات نظرية وأصولاعلمية محضة بل هو تطبيق عملي أيضا.2- وثانيا، الخاصيتين هيالتجريب: ذلك أن أهم ما ميز هذه المدرسة هو الاعتماد على التجربة والملاحظةوالمشاهدة. وهذا أيضا جانب مازال لم ينل حظه من الدراسة المعمقة لأن دلائلهمبثوثة هنا وهناك في مظان كثيرة لا يزال معظمها مخطوطا. ويمثل التجريب ثلاثةمجالات:أولاهما هو الملاحظة العلميةالسريرية، وللقياس في هذا المجال دور كبير. ومهما يكن من أمر فإن هذا المجالمشترك بين المدرستين لأن الملاحظات السريرية عند الرازي وابن سينا كثيرة جدا،ولذلك فإننا لا نريد أن نقف عندها.وثاني المجالات هو تجريبالأدوية. فإن الطبيب كان لا يقنع بما تخبره به الكتب عن خصائص الدواء العلاجيةبل هو يتبين نجاحها بنفسه. إلا أننا لا نعرف كيف يتم التجريب والاختبار. ونوردعلى هذا المنزع إلى التجريب مثالين:أولهما هو ابن الجزار فيكتاب المعدة، فإن ابن الجزار كثيرا ما يذكر دواءً مركبا ما ثم يلاحظ أنه قدجربه فحمده. ومن أمثلة ذلك قوله عن الاطريفل الذي ألفه هو نفسه لأصحاب المعدةالضعيفة المسترخية "وقد جربنا وحمدناه " وقوله عن شراب ألفه يوحنا ابنماسويه لقمع الصفراء المتولدة في المعدة: "وقد اختبرناه فحمدناه " وثانيالمثالين هو أبو محمد عبد الله بن أحمد بن البيطار (ت. 646 هـ/ 1248 م). فقدأبرز في مقدمة كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" منحاه التجريبي فقالفي الغرض الثاني: "الغرض الثاني صحة النقل فيما أذكره عن الأقدمين وأحررهعن المتأخرين. فما صح عندي بالمشاهدة والنظر وثبت لدي بالخبر لا الخبر ادخرتهكنزا سريا وعددت نفسي عن الاستعانة بغيري فيه سوى الله غنيا. وما كان مخالفافي القوى والكيفية والمشاهدة الحسية في المنفعة والماهية للصواب والتحقيقأو أن ناقله أو قائله عدلا فيه عن سواء الطريق. نبذته ظهريا وهجرته مليا وقلتلناقله أو قائله لقد جئت شيئا فريا، ولم أحاب في ذلك قديما لسبقه ولا محدثااعتمد غيري على صدقه . وقد انتقد ابن البيطار بالفعل أطباء كثيرين قد أخطأوافي الحديث عن: خصائص الأدوية العلاجية أو في تحديد ماهياتها .وثالث المجالات هو التشريح:وهذا أيضا باب من أبواب الطب الإسلامي لا يزال مغبونا. فلقد اعتقد الدارسونولا يزالون على اعتقادهم أن الأطباء المسلمين كانوا لا يشرحون الجسم- بشرياكان أو حيوانيا- لتحريم ذلك شرعا. وممكن أن يستدل على هذا المذهب ببعض منمواقفهم وآرائهم، مثل هذا الرأي الذي نسبته كتب التراجم إلى يوحنا بن ماسويه(ت. 243 هـ/ 857 م) وهو قوله "ولولا كثرة فضول السلطان ودخوله فيما لا يعنيهلشرحت ابني ذا حيا مثلما كان جالينوس يشرح الناس والقرود، فكنت أعرف بتشريحهالأسباب التي كانت لها بلادته وأريح الدنيا من خلقته وأكسب أهلها بما أضعفي كتابي من صنعة تركيب بدنه ومجاري عروقا وأوراده وأعصابه علما، ولكن السلطانيمنع من ذلك " ، ثم مثل هذا الرأي الذي ذكرناه آنفا لأبي مروان عبد الملكبن زهر في الشق على الحصى- وهذا من الجراحة، والجراحة والتشريح صنوان- وهوقوله "وأما ما يكون من الأعمال المستقذرة القبيحة كالشق على الحصى، فإن الحرلا يرضى لنفسه بعمل ذلك ولا بمشاهدته، وما أظن أن الشريعة تبيحه إذ فيه كشفالعورة، وكشفها حرام " .لقد كان هذا الموقف الرسميالمعلن. وقد كان له أيضا أثره في بقاء علم التشريح عند كثيرين من الأطباءالمسلمين عالة على النظرية اليونانية وخاصة نظرية جالينوس، ويبرز ذلك الأثرجليا في القسم الأول من كتاب الفنون لابن سينا، فلقد أحاط ابن سينا بمختلفأعضاء البدن فبين تركيبها وهيئتها، ولكنه في حديثه كان ناقلا جماعة. ولكنيبدو لنا أن هذا الموقف المعلن لم يكن دائما محترما مطبقا بل كان كثير منالأطباء التجريبيين يتخذونه تقية ويباشرون من أمر التشريح مالا يمرحون يه.ونكتفي للتدليل على ذلك بدليلين اثنين:أولهما هو مثال أبي الحسنعلي بن أبي الحزم ابن النفيس القرشي (ت. 687 هـ/ 1288 م) فقد كان ابنالنفيس من أكبر شراح كتاب القانون لابن سينا ومن أهم المعلقين عليه. وقد عنيابن النفيس بالقسم الأول الخاص بالتشريح من كتاب القانون عناية خاصة فألففيه كتابا مستقبلا هو "شرح تشريح القانون " ، وقد عارض في هذا الكتاب بعضالنظريات التقليدية التي نقلها ابن سينا في التشريح، ومنها معارضته مذهب ابنسيناء في أن للقلب ثلاثة بطون، فقد وصف قوله بأنه "كلام لا يصح، فإن القلبله بطنان فقط: أحدهما مملوء من الدم وهو الأيمن والآخر مملوء من الروح وهوالأيسر ولا منفذ بين هذين البطنين البتة وإلا كان الدم ينفذ إلى موضع الروحفيفسد جوهرها، والتشريح يكذب ما قالوه " ، على أن أهم نظرية كذب فيها جالينوسوابن سينا وأصاب هي نظرية الدورة الدموية الصغرى (الرئوية). فقد فطن ابن النفيسإلى أن اتجاه الدم ثابت وأن حركته ليست حركة مد وجزر كما كان يظن سابقا، وقالبأن الدم يمر في تجويف القلب الأيمن إلى الرئة حيث يخالط الهواء، ثم يعودمن الرئة عن طريق الوريد الرئوي إلى التجويف الأسر للقلب .ولنا أن نتساءل بعد هذاكيف يمكن لابن النفيس أن ينقض نظرية جالينوس وابن سينا من بعده في الدورةالدموية الصغرى بعد استقرار في أذهان العلماء دام حوالي أثني عشر قرنا (منالقرن الثاني إلى القرن الثالث عشر الميلاديين) لو لم يعتمد التشريح الحقيقي؟أما هو نفسه فيكاد ينفي ذلك بقوله "وقد صدنا عن مباشرة التشريح وازع الشريعةوما في أخلاقها من الرحمة، فلذلك ينبغي أن نعتمد في تعرف صور الأعضاء الباطنةعلى كلام من تقدمنا من المباشرين لهذا الأمر" وإما الدارسون المحدثونفقد اعتمدوا هذا القول له وقالوا إنه قد انتهى إلى نقض النظرية الجالينوسيةبالاستدلال الذهني المحض- أو البرهان المجرد
وليس بطريق التجريب وأمانحن فنذهب إلى أن ما قاله عن مباشرة التشريح مجرد تقية، ومن الأدلة على ذلكقوله- عند التعقيب على مذهب ابن سينا في أن للقلب ثلاثة بطون- "والتشريح بكذبما قالوها، فإن الذي يستطيع التكذيب ليس النقل أو الاستدلال المجرد بل المشاهدةوالتجريب. ثم إن في عناية ابن النفيس بقسم التشريح من كتاب القانون عنايةخاصة مخايل دليل على مباشرته له.وثاني الدليلين هو مثالأبي عبد الله محمد بن عثمان الصقلي التونسي (ت، حوالي 825 هـ/ 1417 م)، فقدألف الصقلي كتابا جليل القدر هو المختصر الفارسي نسبة إلى السلطان الحفصيالذي ألفه له وهو أبو فارس عبد العزيز المتوكل على الله (796 هـ/ 4 139 م-837 هـ لم 434 1 م). والكتاب في جملته مختصر لكتاب القانون محكم البناء والتبويب،جيد العرض واضح التحليل. ولم يتقيد الصقلي بآراء ابن سينا بل أضاف إليها إضافاتمهمة وخاصة في مبحثين اثنين: أولهما هو مرضى جرب العين والحكة الملازمة له،وأثبت المؤلف للمرة الأولى تطور المرض ومراحله، وكانت أربع وهذه المراحل الأربعلم يقع إثباتها من طرف (كذا) الأطباء إلا في منتصف هذا القرن (العشرين). فيكونالفضل لمحمد الصقلي في الأسبقية في تحقيقها وترتيبها بست مائة سنة وثانيالمبحثين هو السل، فإن القدماء قد تحدثوا عن السل وعرفوه بأنه "قروح في الرئة ووصفوا أهم علاماته وهي السعال ونفث الدم والحمى ونحافة الجسم. أما الصقليفقد انتهى إلى تشخيصه بدقة إذ حدده وحدد أسبابه بقوله: "وسبب السل قرحة فيالرئة، فإن الإنسان إذا جاوز في النفث أربعين يوما صار مسلولا يعسر برؤه،وقد يكون عن قروح في الصدر والحجاب إذا انخرق ، وإذا لم ينخرق يسهل التحامتلك القروح لعدم حركتها. وقد يمتد هذا المرض بصاحبه سنين لاسيما إذا كان فيالقرحة جفوف وخشكريشة غير ساعية". وواضح أن تحديد الصقلي على قدر مهم من الدقةفقد حدد نوع العلة وموضعها ووصف القرحة في بعض حالاتها وصفا دالا على المعاهدةالحسية وهي "الجفوف " ثم "الخشكريشة غير الساعية". ويرى الدكتور أحمد بن ميلادأن الصقلي ما كان له أن يتمكن من تحديد الخشكريشة في القرحة بالذات إلا بوضعأذنه على صدر المريضة فوق القرحة نفسها . ثم إنه ما كان له أن يستطيع تحديدموضع القرحة وموضع الخشكريشة منها لو لم يطلع على رئة أحد المسلولين تشريحات.وقد كان ذلك ميسورا له في المستشفى الحفصي بمدينة تونس حيث كان مباشرا.وخلاص القول في الفصل بينالطلب والفلسفة في التراث الطبي الإسلامي أن الأطباء المسلمين لم يكونوا مجردنقلة للنظريات اليونانية في الطب ولم يكونوا أطباء قياس فقط بل إنهم قد أنشأواأيضا مدرسة طبية محضا. على هذا التقسيم الذي نحوناه يقتضي ملاحظتين: أولاهماهو إن ما سميناه مدرسة طبية فلسفية لم تكن خلوا من التجريب والملاحظة العلمية،كما أن ما سميناه مدرسة طبية محضا لم تكن خالية من أثر الفلسفة والقياس ؛وثانية الملاحظتين إن معالم المدرسة الثانية لا تزال في معظمها مجهولة أومدروسة درسا سطحيا، ولا. يمكن أن تدرس دراسة معمقة إلا إذا عني الباحثون بالنصوصالطبية الإسلامية تحقيقا ودراسة وتمحيصا، فإن ما نظر من التراث الطبي الإسلاميلا يزال ضئيلا، أما ما نشر منه محققا تحققا علميا فأقل من الضئيل.ب- أهمية التراث الطبيالإسلامي في الحديث:لا شك أن كثيرا من النظرياتالطبية الإسلامية قد فقدت أهميتها العلمية. فإن معظم أقوالهم في التشريح ووظائفالأعضاء قد تجاوزها العلم الحديث. ولكن جوانب أخرى لا تزال مهمة ولكنها فيحاجة إلى الدراسة المعمقة لتبين مظاهر الجدة والحداثة فيها. ونكتفي هنا بالإشارةإلى بعض الجوانب الخاصة مثل طرق حفظ الصحة ومسألة التغذية ومسألة الأدويةالنباتية. على أننا نريد أن نترك جانبا هذه المسائل الخاصة لنعني بجانبيننراهما على قدر كبير من الأهمية.أ- الجانب التاريخي:
لقد كون الطب الإسلاميحلقة أساسية في تاريخ تطور الطب ضمن المسار الحضاري الإنساني، بل يمكن لناالقول، جازمين أنه لولا الإسهام الإسلامي في الدراسة الطبية لكان الناس اليومعلى غير ما هم عليه من مستوى!؟ البحث متطور. ولكن الدارس يلاحظ باستغراب كبيرغلبة الغفلة والتجاهل على مؤرخي العلوم الأوربيين المحدثين اليوم لأنهم يحذفونفي تاريخاتهم المرحلة العلمية الإسلامية فكأنها لم تكن، وإذا هم سخوا عليهابالذكر اعتبروها مجرد مرحلة وسيطة بين المرحلة العلمية الهلينية ثم البيزنطيةوالمرحلة الأوربية الحديثة، فإن العرب في نظرهم كانوا مجرد نقلة جماعيين قداكتفوا بالترجمة والتبويب ولم يكن لهم فضل ابتكار أو سبق. ولا شك أن هذا كلهيجد الآذان المصغية والمواقف المؤيدة ما لم تخلص الدراسة العربية الإسلاميةمن المواقف العاطفية وتنصرف إلى النصوص المخطوطة لنشرها محققة ودراستها دراسةموضوعية علمية منهجية دقيقة؟ على أن ذلك لا يكفي. إذ لابد من الانكباب علىدراسة التراث الطبي الأوروبي بداية من القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلاديللبحث في ظاهرتي التأثر والتأثير بين الثقافة الطبية العربية الإسلامية والثقافةالطبية الأوربية ذات اللسان اللاتيني.فإن الدراسة المعمقة للعلاقاتبين الثقافة الطبية الإسلامية والثقافات السابقة لهما واللاحقة لها هي الكفيلةبإبراز المنزلة الحقيقية التي تتنزلها الثقافة الطبية الإسلامية في تاريخالعلوم عامة ثم في تاريخ الحضارة الإنسانية. نريد أن نؤكد هذه الحقيقة تأكيدالسببين رئيسيين: أولهما إظهار حقيقة إسهامنا في الحضارة الإنسانية أمر يعنينانحن قبل أن يعني غيرنا وخاصة الأوروبيين الذين يعتبرهم الكثيرون من باحثيناطرفا ذا قدر من العداء لنا، والحق أن الأوروبيين اليوم لا يعنون بأمر تاريخعلومهم كثيرا لأن تقدمهم العلمي الحديث في يشغلهم عن ذلك. وثاني السببين هوأن حقيقة الصلات بين التراث الطبي الإسلامي والتراث الطبي الأوروبي اللاتينيمازالت غامضة الجوانب مجهولة المظاهر والأبعاد وذلك لأن النصوص الطبية الإسلاميةالمترجمة في القرون الوسطى إلى اللاتينية أو إلى العبرية أو إلى اليونانيةأو إلى القشتالية الإسبانية قد نشر كثير منها أثناء القرون الخامس عشر والسادسوالسابع عشر ثم توقف نشرها وكادت تنمى تماما، أما البعض الذي لم ينشر من قبلفإنه لا يزال حتى اليوم مخطوطا. وليس لنا أن نلوم الأوروبيين على نشر نصوصهموحال نصوصنا الأصلية كحال نصوصهم لا يزال معظمها دفينا في المكتبات العامةأو الخاصة على فرق ما بين حاجتنا إلى نصوصنا وغناهم عن نصوصهم.يضاف إلى هذا أن التراجمةالأوروبيين لم تكن لهم دائما الأمانة التي كانت لتراجمة العلوم اليونانيةإلى العربية. فلقد نشطت حركة الترجمة الأوروبية في عصر كانت فيه الأهواء الصليبيةجياشة والعصبيات الدينية مستفحلة، وذلك يعني أن المترجم كان لا يجد حرجا أحياناعندما ينتحل نصا فينسبه إليه أو يغير من نص تغييرا منكرا. ولنا على هذا كلهمثال جيد للاستدلال هو أبو جعفر أحمد بن الجزار القيرواني في علاقته بمترجمهقسطنطين الأفريقي. فقد ترجم قسطنطين من كتاب ابن الجزار "زاد المسافر وقوتالحاضر" و "الاعتماد في الأدوية المفردة" و "المعدة وأمراضها ومداواتها" و"مقالة في الجذام " وانتحلها جميعا فنسبها إلى نفسه ، ثم السطو على نظريةطبية إسلامية لم يكن في عالم تغلب عليه الشحناء- غريبا مستنكرا ويمكن أن نستدلعلى ذلك مطمئنين بمآخذ ميخائيل سرفاي عن شرح "تشريح القانون لأبي الحسنعلي بن النفيس في الدورة الدموية الصغرى. فلقد أخذ سرفاي بنظرية ابنالنفيس ونقلها حرفيا في كتابه CHRIST-IANSMO RESTITUTIO) الصادر بفيينا سنة1553م.ومهما يكن من أمر فإن التراثالطبي الإسلامي مازال مصدرا أساسيا للدراسة التاريخية الحضارية في نطاق توضيحالرؤية في التاريخ لفترة من الزمن غير قصيرة هي الفترة الحضارية الإسلاميةفي صلاتها بالحضارات التي أثرت هي فيها.2- الجانب اللغوي:وهذا أيضا مظهر أساسي نعتقدأن التراث الطبي مازال يقدم له العون الكبير، وخاصة اللغة العربية التي كانتلغة ذلك التراث الأساسية. فإن العربية اليوم قد رجعت إلى الحالة التيكانت عليها في القرن الثاني ثم في القرن الثالث الهجريين، أي لغة متلقية متأثرةتحتضن النصوص المترجمة وخاصة من اللغة اليونانية. ولقد أصابتها هذه الحالةمنذ بدايات القرن الميلادي الماضي، وهي لما تنقه بعد. فإن العرب- كشأن المسلمينعموما- مازالوا ناقلين- في مجال العلوم عامة- غير مبدعين، ولا يمكن للغة العربيةأن تصبح لغة علاجية بحق إلا إذا عبرت عن ابتكار أهلها في علم ما من العلومأو في العلوم جميعا.فالعربية اليوم إذن لغةناقلة، أو هي لغة منقول إليها. ولعل من أغرب الأمور المشاهدة في مجال نقلالعلوم عامة- ومصطلحاتها خاصة- انطلاق النقلة والمصطلحين في الغالب من النقطةالصفر وكان العلم الذي تنقل مصطلحاته حديث الظهور وليس للعربية فيه إسهاممصطلحي قديم. وهذا يعني أن ساعات طوالا تقضى في، مناقشات ومحاولات حول هذاالمصطلح المقترح أو ذاك في ندوة ما من الندوات المصطلحية وهي في الحقيقة وقتمهدور وجهد ضائع لأن المتخاذلين يجهلون المصطلح العربي الدقيق الذي اتخذ حيزهفي الثقافة العلمية العربية وفي الرصيد المعجمي المصطلحي العربي.وما يقال عن الطب في هذاالسياق أجدر بالعناية لأن التراث الطبي في اللغة العربية كان أغلب منزلة وأظهرمكانة، ولذلك فإن الرصيد المصطلحي العربي في مجال الطب والصيدلة والعلوم الطبيعيةذات الصلة بهما على قدر كبير من الاتساع والإتقان. ولا شك أن جمع ذلك الرصيدمن مظانه جمعا منهجيا دقيقا ووضعه في معجم علمي مختص وضعا معجميا مصطلحيامحكما يذللان من مشاكل المصطلح الطبي العربي الحديث ما لا يستهان بعدده. ولكنأني لنا ذلك ونحن لم نعن بعد بالمعجم التاريخي الذي يجمع شتات اللغة في مختلفعصورها وأمصارها وعلى الخلاف مجالات استعمالها ومستويات رصيدها؟ ولكن كيفلنا أن نضع ذلك المعجم التاريخي الشامل والمخطوط من التراث العربي الإسلاميأكثر بكثير من المطبوع الذي لم تراع فيه دائما مناهج التحقيق العلمي ؟واعتقادنا أن أول مرحلةينبغي أن تنجز في الاستفادة من التراث الطبي العربي الإسلامي هي فهرسة الرصيدالمصطلحي الطبي والصيدلي العربي فهرسة منهجية محكمة التنظيم بالاعتماد علىجميع المظان المتوفرة، مخطوطة كانت أو مطبوعة. على أن هذا العمل لا يغني عنعمل آخر هو أعم فائدة وأكثر جدوى لعامة التراث الطبي الإسلامي، ونعني به تحقيقنصوص هذا التراث ونشرها على الناس حتى يفيدوا منها ويفيد منها العلم الحديث.فإن الناس يتكلمون عن التراث الطبي الإسلامي ولا يعرفون من نصوصه إلا النذرالقليل. وليس ذلك بمنته إلى نتائج علمية يطمئن لها.
جمال الجزائري
جمال الجزائري
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 800
نقاط : 13580
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/01/2010
العمر : 54
الموقع : hadeqa.ahladalil.com

https://hadeqa.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى