الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
اهلا وسهلا بيك (ي) في منتداك وان شاء الله تجد (ي) ما ينفعك (ي) وشكرا لزيارتك (ي) تحياتي
بارك الله فيكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
اهلا وسهلا بيك (ي) في منتداك وان شاء الله تجد (ي) ما ينفعك (ي) وشكرا لزيارتك (ي) تحياتي
بارك الله فيكم
الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

المنتدى
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 149 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 149 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 299 بتاريخ الأحد أكتوبر 06, 2024 8:58 pm
تصويت
مكتبة الصور


القواعد الربانية في الكوراث البشرية Empty
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
جمال الجزائري
القواعد الربانية في الكوراث البشرية Vote_rcapالقواعد الربانية في الكوراث البشرية Voting_barالقواعد الربانية في الكوراث البشرية Vote_lcap 
محمد الجزائري
القواعد الربانية في الكوراث البشرية Vote_rcapالقواعد الربانية في الكوراث البشرية Voting_barالقواعد الربانية في الكوراث البشرية Vote_lcap 
الاقصى
القواعد الربانية في الكوراث البشرية Vote_rcapالقواعد الربانية في الكوراث البشرية Voting_barالقواعد الربانية في الكوراث البشرية Vote_lcap 

القرأن الكريم
الاقصى

فيس بوك
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط محمد الجزائري والحديقة الالكترونية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC على موقع حفض الصفحات

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 



القواعد الربانية في الكوراث البشرية

اذهب الى الأسفل

القواعد الربانية في الكوراث البشرية Empty القواعد الربانية في الكوراث البشرية

مُساهمة من طرف جمال الجزائري الإثنين ديسمبر 06, 2010 11:14 am

أوصيكم بوصية الله - عز وجل - للأولين والآخرين تقوى الله فإنه المقام الأرقى والزاد الأرقى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة/197] والمتأمل في واقع حياة الناس والفطرة التي خلق الله عليها هذه الدنيا يجد قوله - عز وجل - (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [الملك/2] فدار الابتلاء مليئة بأقدار الله - عز وجل - بما فيها من البلايا والرزايا والمصائب والكوارث وتلك سنة ربانية وأقدار كونية غير أن وقوفنا هو مع ما سلف من حديث لنا سابق عن فقه الحياة عند المؤمنين عن مقاييسها ومعاييرها عن النظرة إليها والتدبر فيها عن فهم أحداثها وتحليل وقائعها، ومن هنا كثرت أحاديث الناس عن كثير من الكوارث التي يطلق عليها أنها طبيعية أو طبعية فمن أمراض كأنفلونزا الخنازير ومن زلازل أو خسف أو فيضانات هنا وهناك ولا يلتفت الناس كثيراً إلى بلايا ورزايا وكوارث أخرى مما تجنيه يد الناس ويكسبونه بأنفسهم (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) [الروم/41] فتسليط الأعداء ووهن الأمة وافتراق أهل الإيمان والملة كل ذلك من المصائب والبلايا التي تجري بها أقدار الله - عز وجل - وفيها حكمة وللعاقل عبرة وهي للمؤمن رحمة، ولعلنا مع هذه وهذه أي الكوارث الطبعية والبشرية نقف هذه الوقفات التي نعدّها قواعد قرآنية في النظر أو التعامل مع هذه الكوارث البشرية أولها تعميق اليقين بقدرة وقوة الله - سبحانه وتعالى - فقدرته لا يعجزها شيء لا في الأرض ولا في السماء وهو - سبحانه وتعالى - كما قال: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر/62] وأخبرنا - سبحانه - تقريباً بأفهامنا صوراً من دلائل قوته (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [الفتح/7] وهذا الإطلاق القرآني بعموم معناه يدل على عظمة متناهية تقصر عنها عقولنا البشرية المحدودة ولا تستطيع أن تبلغها أخيلتنا مهما جمحت وتوسعت فتأمل كلمة الجند وهم الموصوفون بالقوة والقدرة والمواجهة تحت الإمرة والسيطرة والتوجيه ثم انظر إلى الآفاق الرحبة في جند السموات والأرض فجند السماوات تخيل ما شئت أن تتخيل من حجارة السجيل ومن الأمطار المغرقة ومن البرق والصواعق المحرقة ومن الملائكة المزلزلة ومن صور لا يمكن أن تتناهى في قدرة الله - عز وجل - (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وتأمل تأكيد هذا المعنى وتعميقه (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر/31] فيروسات لا تُرى إلا بالعدسات والأجهزة المكبرة التي تكبر مئات الآلاف وملايين المرات ثم إذا بها تفتك بالخلق والبشر وتعجز القدرات العلمية والأجهزة التقنية والمؤسسات الأممية أمام هذه الكائنات المخلوقات التي تصير بقدرة القادر - سبحانه وتعالى - فما هذه البشرية ما قوتها ما قنابلها النووية ما أسلحتها وصواريخها البالستية أمام شيء بسيط لا يرى بالأعين المجردة أوليس في هذا للخلق جميعاً فضلاً عن المؤمنين عبرة وعظة وتأمل في هذه القدرة الربانية الفائقة العظيمة التي لا يحدها حد ولا يحيط بها وصف ولا يمكن أن يقدرها عقل ولا يمكن أن يترجمها قول لأنها قدرة الحق - سبحانه وتعالى - (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى/11] فهل تمتلئ القلوب بهذا اليقين بالقدرة المطلقة والقوة الهائلة لرب الأرباب وملك الملوك - سبحانه وتعالى - أم ما تزال تصيطر على القلوب قدرة قوة عظمى وهيبة أسلحة معينة بل ربما كلمات لذاك المسؤول أو لذاك صاحب القوة والأمر والنهي حتى مُلئت القلوب بالخوف من غير الله - عز وجل - والخضوع والذل لقوى البشر وأسبابهم الأرضية وقوتهم المادية التي لا تعدل شيئاً في قدرة الله - عز وجل - (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء/16] وتأملوا الفاء التعقيبية التي تتوالى فيها الأحداث كما تذكرها الآية القرآنية وتخبرنا عن طبيعة السنن الربانية أمرنا مترفيها والله لا يأمر بالفساد فليس أمراً بالفساد أبدا وإنما كما قال أهل التفسير أمرهم بالطاعة فعصوا فكانت النتيجة أو كما قال بعض أهل التفسير أمرنا بمعنى جعلناهم أمراء فسقة ظلمة فاستحقوا هم ومن لم يصلح حالهم أو ينصح لهم أن يكون العقاب من الله - عز وجل - أو أمرنا بمعنى كثرنا أولئك المترفين الغافلين الفاسدين فحق حينئذ عذاب رب العالمين وسأل السائل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)) وعندما سُئل عن حال من لم يلابس المنكرات ما يكون مآلهم ومصيرهم عند الله قال: (( يبعثون على نياتهم)) وتأمل هذه الآيات وتأمل القوة مرة أخرى في المقارنة وهي مقارنة في غاية الأهمية لواقعنا الذي تبلدت فيه أحاسيسنا واستسلمت للمعطيات المادية فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا: (من أشد منا قوة ) ألا تسمعون هذا القول إما تصريحاً وإما يحكيه لسان الحال إن لم ينطق به لسان المقال وقالوا من أشد منا قوة (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) [فصلت/15] وصورة أخرى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [غافر/82] أين فرعون؟! أين هامان؟! أين قارون؟! أين الاسكندر؟! أين الأمم البائدة؟! أين الطغاة الجبابرة؟! أين الدول المهلكة المستعمرة؟! بادت وحاق بها مكرها السيئ وجرت عليها سنة الله - عز وجل - فهل لهؤلاء من قوة في هذه الأرض اليوم؟! استثناءات خاصة من السنن الربانية ومن هذه القوة الإلهية (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ) [القمر/43] ويعجب المرء عندما يرى المسلمين غافلين عن هذه المعاني فإذا بالرهبة تستولي على قلوبهم وحق لهم أن يكونوا أكثر الناس اطمئنان وثقة بهذا الإيمان بقوة الله وقدرته حتى وجدنا المواقف الحقيقية التي يتعامل فيها أهل الإيمان مع المصائب والكوارث بكل صورها وأشكالها (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ) [آل عمران/173-174] أليست هذه آيات قرآنية أنحن في شك من معانيها ألم تنزل لتروي لنا حدثاً نعرفه لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - والصحب الأخيار من الكوكبة المؤمنة الذين تربوا على يديه.وأمضي بكم مرة أخرى إلى الآيات لنقف مع آية في هذا الشأن كأني بها تلامس كل حدث من أحداثنا اليومية وكل قضية من قضايانا الحية (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام/65] قل هو القادر فمن كان في شك من ذلك وظن أن القوة العظمى وأن الأسلحة المدمرة هي القادرة فقد ساء ظنه بربه وضعف يقينه بإيمانه وإسلامه (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ) وتأمل إعجاز القرآن البلاغي ليشمل كل أنواع العذاب كما قلت من حجارة أو من أمطار أو من قذائف أو من صواريخ أو غير ذلك أو من تحت أرجلكم كما قال أهل التفسير بالخسف والزلازل أو نحو ذلك أو يلبسكم شيعاً ولعل الناس ينظرون إلى ذلك فيتدبرونه أو يحسبون له حساباً غير أنهم لا ينظرون إلى هذا قال ابن عباس في تفسير هذا الجزء من الآية قال فيه هو أمر اختلاط أمرهم فيجعلهم مختلفي الأهواء وقال بعض أهل التفسير يلبسكم شيعاً أي يقوي عدوكم حتى يخالطكم وحين ذلك يكون ملابساً لكم ولعلنا نرى ذلك رأي العين ونحن نرى أعدائنا من اليهود الصهاينة الملعونين في كتاب الله وهم يجوسون خلال الديار ويستقبلون ويتكلمون ويُعتذر لهم ويتقرب منهم أفليس هذا لبساً والتباساً رأيناه في هذه الأحداث كلها وفي الأخيرة منها على وجه الخصوص حتى بتنا كأنما نرجم بالغيب هل هذا هو عدونا أو ذاك هو عدونا أم قريبنا من بني جلدتنا الناطق بألسنتنا المعتقد لعقيدتنا المشترك معنا في أرضنا هو عدونا حتى بتنا نستنبت أعداءً نخلقهم خلقاً ونترك الأعداء الذين تنزلت فيهم الآيات ووصفت لنا دخائل نفوسهم خبايا قلوبهم خواطر أفكارهم طرائق أعمالهم سيرتهم وإجرامهم ومع كل هذا كأن العيون قد رمدت والعقول قد زاغت نسأل الله - عز وجل - السلامة (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) [الأنعام/65] أفنرى ذلك ونحن نرى ما يجري في باكستان على سبيل المثال أو في الصومال من القاتل ومن المقتول وفيما القتل كما قال - صلى الله عليه وسلم - عن آخر الزمان: (( حتى لا يدري المقتول فيما قتل ولا القاتل لما قتل)) وهل ترون أحداً يعرف أنه يقتل فلاناً من الناس أم أن القتل بالجملة سلط أعداؤنا بعضنا على بعض وكفوا أنفسهم المؤونة يكفيهم أن يمدونا بالسلاح ونقوم نحن بالمهمة عنهم وهم في ديارهم البعيدة يطلقون التصريحات ويعطون التوجيهات أفليست هذه كارثة أعظم من كوارث الزلازل والأمراض من انفولونزا وغيرها أفلا يفيق الناس وينظرون إلى حالهم ويتدبرون أمرهم ولذلك ختم الله - جل وعلا - الآية بهذا التدبر) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) [الأنعام/67] وهذا هو المَعْلم الأول الالتفات إلى قدرة الله وقوته وأن الأمر بيده وأنه لا يجري في كونه إلا ما مضى به قدره وما نفذت به مشيئته وما اقتضته حكمته وما لا يخرج عن رحمته - سبحانه وتعالى - فأين نحن من هذا، وانتقل بكم إلى جانب آخر إلى الحكم التي علمنا إياها القرآن (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء/59] أسلوب حصر وقصر يدل على معنى واضح ساطع هذه الآيات لتخويف العباد وصدقت الآية أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم قال كما تعلمون عند الخسوف والكسوف إنهما: (( آيتان يخوّف الله بهما عباده)) ونسمع اليوم أن هذا التخويف ضربٌ من الوعظ الذي يسكنه كما يقولون لغة الإرهاب والموت ولا يتيح فرصة للناس لينظروا إلى الحياة ويستمتعوا بها فأي شيء سنقول في قوله (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء/59] وأي شيء سننظره إليه فيما صح عند مسلم وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتروي أم المؤمنين عائشة رواية تصوّر لنا تصويراً دقيقاً لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جاء الغيم وتلذذت السماء وأظلمت الدنيا بحجب الشمس وكان الناس يترقبون المطر قالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل ويخرج وأرى الكراهة في وجهه مضطرب في نفسه شيء من هم قالت يا رسول الله إذا رأى الناس الغيم فرحوا ينتظرون المطر وإذا رأيته رأيت الكراهة في وجهك قال يا عائشة وما يؤمنني أن يكون عذاباً وذكر قوله - عز وجل - عن قوم هود فيما سبق (قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الأحقاف/24] أفكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغلب هذه النفسية كما يقولون أم هي نفسية المؤمن المتعظ المعتبر الموصول بالله الخائف من عذابه - سبحانه وتعالى - وقد كان - عليه الصلاة والسلام - كما قالت أم المؤمنين عائشة في رواية عند مسلم لهذا الحديث ابتدعتها ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستجمع ضاحكاً حتى أرى لهواته ما كان يضحك الضحك العظيم الذي تظهر منه لهواته من كثرة فتح فمه وإنما كان يتبسم أليس هو القائل - صلى الله عليه وسلم -: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله - تعالى -)) وننظر إلى المواقف فنعرف أن الحكمة العامة هي تذكيرٌ ووعظ وتخويف من الله - عز وجل - بيسير مما يبدي للناس قوته ويظهر للعقلاء حكمته ويلفت المؤمنين إلى جوانب رحمته - سبحانه وتعالى - (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء/59] ذكر بعض أهل العلم أنها العبر والمعجزات التي تأتي على يد الرسل والأنبياء فمن آمن سلم ومن لم يؤمن جاءه العذاب أو هي آيات الانتقام عند ارتكاب المعاصي أو هي تبدل الأحوال كما قال الإمام أحمد من صغر إلى شباب إلى كهولة إلى شيخوخة تقلب هذه الأحوال آيات للتنبيه والتخويف ثم ننظر إلى الواقع والسنة الربانية (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم/7] هذه هي القواعد المضطردة في سير الحياة وطبيعة ما يجري فيها من أقدار الله - سبحانه وتعالى - ولذلك انظروا إلى المواقف حينئذ مواقف أهل الإيمان ومواقف أهل الكفر استمعوا إلى آيات القرآن (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام/43] جدير بهم أن يخافوا ويتضرعوا ولكن قست قلوبهم الذي لا يتعظ ولا يعتبر كأنما يشابه أهل الكفر في قسوة قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون يمضي غافلاً ساهياً لاهياً معرضاً عن التذكرة والعبرة لا يأتي إلى عقله تدبّر ولا قلبه خشية فيضيع منه ما أراد الله له بهذه الآيات والحق - سبحانه وتعالى - يقول أيضاً (وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) [الإسراء/60] عكس وهذا الذي نراه أفلا ترون اليوم ما يدعى من حرب الإرهاب في العالم كلما هدأت الأمور ازدادت اشتعالاً وزادت الغطرسة وتعاظمت القوى وزيدت الأسلحة والأمر دليلٌ على هذا الطغيان الذي ليس فيه أدنى اعتبار ولا أدنى الذكار ولا أدنى معرفة بالقوي العزيز الجبار - سبحانه وتعالى - (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) [المؤمنون/76] هذه صور لأهل الكفر نسأل الله أن يعيذنا منها أما أهل الإيمان فغير ذلك فأول ذلك الاطمئنان باليقين والإيمان بقضاء الله وقدره وكلكم يحفظ الحديث وأن تؤمن بالقدر خيره وشره ووصية النبي لابن عباس - رضي الله عنهما - واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف فلتطمئن قلوب المؤمنين ولتركن إلى الرضى بقضاء الله وقدره مع الأخذ بالأسباب فإنه أمر واجب ولازم ما أصابك من حسنة وما أصابك من سيئة فمن نفسك أفليس هذا لك أيها المؤمن نور يجعلك تبصر الحق وتعرف كيف تنظر إلى الأمور وتراجع الأحواليامن إليه جميع الخلق يبتهل *** وكل حي على رحماه يتكلأنت المنادى في كل حادثة *** وأنت ملجأ من ضاقت به الحيلأنت الغياث لمن سدت مذاهبه *** أنت الدليل لمن ضلت به السبلإنا قصدناك والآمال واقعةٌ عليك *** والكل ملهوف ومبتهلفإن غفرت فعن طول وعن كرم *** وإن سطوت فأنت الحاكم العدلهكذا يكون موقف المؤمن فيئاً إلى ربه كما رأينا في بعض ما أشرنا إليه من هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - نسأل الله - عز وجل - أن يعيذنا من شرور أنفسنا وأن يصرف عنا وعن بلادنا ومجتمعاتنا البلايا والرزايا وإذا قدّرها أن يجعل لنا من إيماننا بقضائه وقدره ومن تسليمنا بما جرى به حكمه ما يعيننا على التصدي والاحتساب والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه.الخطبة الثانيةأوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله فإنها أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه وإن ما يجري به القدر من أسباب الاتعاظ والادكار سبيل إلى إحياء التقوى وزاد إلى زيادتها وعمران القلوب بها فنسأل الله - عز وجل - أن يعمر قلوبنا بتقواه ولعلنا نأخذ ومضات من مواقف أهل الإيمان في كل ما قد يجري من البلايا والرزايا وهذه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وقد جاءها من يسأل عن بعض تلك الكوارث والنوازل والمصائب فقالت هي موعظة ورحمة للمؤمنين وهي نكال وعذاب وسخط للكافرين والمؤمن يتأمل التوجيه بالارتباط بالقرآن وقد كتب عمر بن عبدالعزيز إلى الأنصار كتاباً يقطر إيماناً ويفوح أريجه باليقين والهدي القرآني الرباني فإذا به وقد حصلت بعض تلك الكوارث يكتب إلى الناس فيقول فمن كان عنده شيء فليتصدق به فإن الله يقول (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس/9، 10] قولوا كما قال أبوكم آدم - عليه السلام - (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف/23] قولوا كما قال نوح - عليه السلام - (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [هود/47] قولوا كما قال يونس - عليه السلام - (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء/87] هكذا كتب هكذا كانت التوجيهات ليس مجرد أخذ بالظواهر والأسباب المادية دون أن يكون الاعتبار عقلاً وقلباً وروحاً ورجوعاً إلى القرآن واستمساكاً بالسنة ونظراً إلى طبيعة هذه الحياة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها إلا أخلف الله عليه خيراً منها رواه مسلم في صحيحه وعند مسلم أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر من سيئاته))، وفي بعض روايات حديثه: (( حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها عنه من خطاياه))، ما أجمل أن نقول رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا فيفيض الإيمان في قلوبنا وتنزل السكينة في نفوسنا وترشد حينئذ في التأمل والتدبر في الأحوال عقولنا وتستقيم في ضوء ذلك مواقفنا وسلوكياتنا بدلاً من الهرج والمرج واضطراب الأقوال وأضاليل الإعلام والأراجيف والإشاعات أو تعظيم قوى الأرض وأسباب المادة ونسيان رب الأرباب وجبار السماوات والأرض - سبحانه وتعالى -إذا ابتليت فثق بالله وارضى به *** إن الذي يكشف البلوى هو اللهإذا قضى الله فاستسلم لقدرته *** ما لامرئ حيلة فيما قضى اللهاليأس يقطع أحياناً بصاحبه *** لا تيأسن فإن الصانع اللهنسأل الله - عز وجل - أن يعيذنا من شرور أنفسنا وأن يصرف عنا وعن إخواننا المسلمين وعن بلاد الإسلام والمسلمين كل سوء ومكروه.
جمال الجزائري
جمال الجزائري
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 800
نقاط : 13580
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/01/2010
العمر : 54
الموقع : hadeqa.ahladalil.com

https://hadeqa.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى