الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
اهلا وسهلا بيك (ي) في منتداك وان شاء الله تجد (ي) ما ينفعك (ي) وشكرا لزيارتك (ي) تحياتي
بارك الله فيكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
اهلا وسهلا بيك (ي) في منتداك وان شاء الله تجد (ي) ما ينفعك (ي) وشكرا لزيارتك (ي) تحياتي
بارك الله فيكم
الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

المنتدى
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 299 بتاريخ الأحد أكتوبر 06, 2024 8:58 pm
تصويت
مكتبة الصور


الطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Empty
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
جمال الجزائري
الطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Vote_rcapالطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Voting_barالطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Vote_lcap 
محمد الجزائري
الطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Vote_rcapالطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Voting_barالطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Vote_lcap 
الاقصى
الطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Vote_rcapالطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Voting_barالطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Vote_lcap 

القرأن الكريم
الاقصى

فيس بوك
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط محمد الجزائري والحديقة الالكترونية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الحديقة الاسلامية _ALHADEQA ISLAMIC على موقع حفض الصفحات

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 



الطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط

اذهب الى الأسفل

الطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط Empty الطب في الإسلام بين التشريع والممارسة والتخطيط

مُساهمة من طرف جمال الجزائري الجمعة ديسمبر 03, 2010 10:46 am

الطب في الإسلام
بين التشريع والممارسة والتخطيط للأستاذ الدكتور عبد العزيز كامل
(1) تحية
يسعدني أن أضم صوتي إلى أصوات سبقت إلى هذا المنبر، وأصوات تتعاقب عليه في شكر تركيا رئيسا وحكومة وشعبا أن استضافت هذا المؤتمر الإسلامي الطبي الكبير.
ومن حق مدينة استنبول ونحن نلتقي في رحابها، أن نربط مجدها العريق بما نحن بسبيله من تعاون على بناء حاضر ومستقبل
وفي زيارتي لهذه المدينة تسبق إلى ذهني ثلاثة جوانب من تراثها: الإيمان والعلم والتخطيط.
فلقد استمرت محاولات المسلمين ثمانية قرون حتى تمكن السلطان محمد الفاتح من فتح أبواب القسطنطينية عام(857 هـ/ 1453 م) وتمثلت عبقرية هذا السلطان الشاب في أنه استطاع لأول مرة أن يجمع بين عمق العقيدة وارتفاع المستوى العلمي القادر على التغلب على حصون المدينة وأسوارها، فالتقت تحت قيادته القوتان: الإيمان والعلم.
ولم يكن الإيمان ينقص المحاولات السابقة، ولكن ينقصها المستوى العلمي القادر على التحدي والانتصار.
ويأتي العنصر الثالث وهو التخطيط: وأراه واضحا في خط السماء في استنبول ويبرز فيه اسم عبقري العمارة خوجه سنان وهو عبقري بأي مستوى وضعته فيه: بين قومه الأتراك، وبين أهل عقيدته المسلمين، وبين أصحاب تخصصه من عظماء العمارة في العالم.
واستطاع سنان في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي أن يضع اللمسات الأساسية في خط السماء في استانبول، وأن يمد تأثيره على العمارة التركية والإنشاءات الدينية والمدنية في أكثر من قطر من أقطار الدولة العثمانية. وإذا كان، سنان قد اختار ثلاثة مساجد لتمثل مراحل تطوره وهي

شاه زاده وسليمية في استانبول وسليمية في أدرنه، فإن هذه المساجد لقاء بين الإيمان والعلم والتخطيط معا.
ولا زلنا حتى الآن حين ننظر إلى خط السماء في استانبول وحين نشرف على أدرنه، وعلى أكرمن مدينة في تركيا، نحس أن عبقرية سنان وزملائه ترحب بنا، بعد أن بارح دنيانا في عام (996 هـ/ 1588 م) هو ترحيب تعبر عنه هذه الكلمات الثلاث: الإيمان العلم التخطيط.
(2) الصحوة الثانية
السيد الرئيس:
السادة الزملاء:

ونحن نعيش مع مطلع القرن الخامس عشر الهجري ما اصطلحنا على تسميته بالصحوة الإسلامية الثانية. وقد انتشر استخدام هذا المصطلح في كل من العالم الإسلامي والدوائر العلمية في خارجه.
وقد يكون في هذه التسمية شيء من التجاوز أو الظلم لجهود إسلامية سابقة.
نتفق على أننا نعيش صحوة، ولكنها ليست الثانية، فلقد تعثر العالم الإسلامي بعد اليقظة الأولى التي شملت عهود الخلافة الراشدة والأمويين والعباسيين، وسيظل سقوط بغداد (عام 656 هـ/ 1258 م) يمثل زلزلا كبيرا في تاريخ الحضارة
الإسلامية.
ولكن عندا هذا الزلزال ومقدماته وآثاره لنا وقفة وثيقة الارتباط برصيد الحضارة الإسلامية وتاريخها. والطب جزء منها.
وسأترك بغداد مؤقتا لأتحدث عن القسطنطينية.
الغرب يتحد ث عن عام 1453 م: بأنه عام " سقوط القسطنطينية ". ومؤرخو الإسلام يتحدثون عن " محمد الفاتح " وعن " فتح القسطنطينية، وكيف غاب الاسم القديم ليبرز اسم استانبول.
ونقرأ في كتب الحضارة عن تأثير سقوط القسطنطينية على قيام عصر النهضة في أوروبا، وأن هجرة العلماء منها كانت من الأسباب التي أدت إلى انطلاق الفكر الأوربي ونهضته، وأن سقوط الدولة البيزنطية كان يحمل بذور العهد الجديد والنور الجديد.
بهذا الربط سرعان ما يتجدد الأمل في نفس الشاب الأوربي وهو يقرأ تاريخه: فبعد الهزيمة نصر، وبعد الظلام نور، وتغيب الأحزان لتخلي المكان والصدارة للآمال المرتقبة والتطلع إلى مستقبل أفضل. وغير هذا نقرؤه عند مؤرخي الحضارة الإسلامية. نقرأ مراثي سقوط بغداد، ومراثي الانسحاب لمن الأندلس بعد سقوط غرناطة (عام 897 هـ/ 1492 م). ولا نربطها كثيرا بما حدث بعدها من صحوة ومن جهود علمية رافضة للهزيمة.
أما في مجال الطب فقد استطاعت بغداد أن تستقطب منذ ازدهارها في العهد العباسي الأول، شخصيات تألقت فيها ممارسة وإبداعا علميا.
- علي بن ربان ا (طبري مؤلف " فردوس الحكمة " وهو أول كتاب إسلامي منظم في الطب.
- محمد بن زكريا الرازي (المتوفى عام 313 هـ/ 925 م) صاحب موسوعة الحاوي، التي تقوم على ملاحظاته الشخصية في فرص المرضى وعلاجهم، وكتابه المنصوري والمعرفة به واسعة في الغرب.
- علي بن العباس المجوسي (المتوفى عام 384 هـ/ 994 م) مؤلف " كامل الصناعة " ويعرف أيضا باسم الكتاب الملكي.
- أما ابن سينا (وتوفي عام 428 هـ/ 037 1 م) فقد عاش طول حياته في فارس، وهو بحق فيلسوف العلماء وعالم الفلاسفة، ولعل، كتابه "القانون في الطب " أبرز ما كتب عالم فرد في تاريخ الطب.
وفي ذات الوقت كانت شمس العلم الإسلامي تشرق في أقصى الغرب.
فقد عاشر في ديار الأندلس أعظم جراح في تاريخ الطب الإسلامي، وهو أبو القاسم الزهراوي صاحب (كتاب التصريف ".
وليس هذا مجال استقصاء (1) ولكن أذكر هذا لأحدد به نمطا كانت به دار الخلافة أكبر المراكز العلمية، وأقدرها على اجتذاب العلماء ومن بينهم رجال الطب، وفي فلكها تدور عواصم أخرى لها علماؤها، ولم تخل ديار الإسلام، حيث قامت الدول المستقلة عن الخلافة من أعلام آخرين تركوا أثرا باقيا في تاريخ الطب الإسلامي. وعندما سقطت الخلافة العباسية زاد إحساس العواصم الإسلامية الأخرى بالمسئولية، وحاولوا تعويض ما فقدته الحضارة الإسلامية بعد تدمير مكتباتها وتشريد علمائها وتخريب مؤسساتها، واندفع العلماء في رفض عنيد للهزيمة إلى عصر الموسوعات، وأخذوا يجمعون ما استطاعوا من التراث، وقد هاجم منهم ومن التجار وأصحاب الحرف من استطاع الهجرة إلى ديار الشام ومصر، وإلى عالم المحيط الهندي جزائره في الملايو وإندونيسيا وما وراءها إلى الفليبين الحالية، وبقي منهم نفرا في الأرض المحترقة واستطاعوا أن ينبتوا أجيالا جديدة من العلماء في الدول الإسلامية الجديدة، التي قامت بعد أن هدأ الإعصار المغولي، وتحولت العاصفة إلى مياه جارية تروى أرضا وتثمر زرعا (2). ولنذكر بعض عناوين الموسوعات الكبرى التي لحقت سقوط بغداد، وميزت طبيعة هذه المرحلة في التأليف.
- مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري (749 هـ/ 1348 م).
- نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري (733 هـ/ 332 1 م).
- صبح الأعشى في صناعة الإنشا للقلقشندي (821 هـ/ 1418 م).
ومن القواميس اللغوية الكبرى:
- لسان العرب لابن منظور الأفريقي (711 هـ/ 1311 م).
في المجال الطبي أدت هجرة العلماء إلى ازدهار الأنشطة الطبية في الشام ومصر، وهي هجرة إذ اشتدت بعد سقوط بغداد فقد كانت بوادرها منذ العهد العباسي الثاني وغياب الخلفاء العظام:
- ألف ابن أبي أصيبعة عيون الأنباء ني طبقات الأطباء " 1 668 هـ/ 269 1 م).
- قام قطب الدين الشيرازي (710 هـ/ 1311 م) بشرح كتاب القانون لابن سينا، ويعتبر كتابه " التحافة السعدية " أدق شروح القانون وأعمقها.
- مارس علاء الدين بن النفيس (687 هـ/ 288! م) نشاطه في كل من الشام ومصر وهو الملقب بابن سينا الثاني، وهو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى، وقد عاد إليه حقه العلمي واعتبر السلف الحقيقي لوليم هارفي ولابن النفيس موسوعة طبية باسم " الشامل في الصناعة الطبية.
وظهرت مراكز طبية وازدهرت في المغرب وفارس والهند.
وفي الجزء التركي من العالم العثماني برزت أسماء طبية ممتازة في المجال الطبي:
- حجي باشا خضر الاييديني (في القرن التاسع الهجري/ الخامس عثر الميلادي).
- محمد الكوزوني طبيب سليمان الأول وسليم الثاني في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي).
- داود الأنطاكي وهـو من أنبغ الشخصيات المتأخرة في تاريخ علوم الإسلام وكتابه، التذكرة " من أهم وأوسع المراجع الطبية انتشارا في هذه الفترة الأخيرة (3).
وإذا كان نفوذ الطب الغربي قد وصل إلى أكثر ديار الإسلام، فلا زالت بعض الأقطار محافظة على تراثها الإسلامي في شبه القارة، حيث الهند وباكستان وبنجلادش مع إفادتها من الطب الغربي.
إن المحافظة على التراث الطبي الإسلامي أخذت تكسب أرضا جديدة حتى في ديار الغرب نفسها، واصبحت إعادة النظر في هذا التراث بخاصة، والتراث التقليدي بعامة جزءا من الاهتمامات الإسلامية والوطنية والعالمية الآن. يبدو من هذا أنه بين الصحوة الأولى، وما أطلق عليه الصحوة الثانية حدثت عدة صحوات، وقامت دول جديدة بعضها فوق أرض احتفظ بها الإسلام، وبعضها فوق أرض كسبها، وبعضها فوق أرض استردها، وبرزت أهمية مدن وعواصم بعضها قديم، والبعض جديد، ولعلماء الإسلام قي هذا كله عطاء وحركة وتواصل مستمر.
بعبارة أخرى نستطيع القول: إنه رغم الخسارة التي لحقت بالحضارة الإسلامية بعد الإعصار المغولي من الشرق،
ورغم الخسائر والمجهود التي استنزفها الإعصار الغربي الذي تمثله الحروب الصليبية، بل بسبب هذه التحديات، فقد انبعث من احتكاكها وهج نهضة جديدة ودورات من العطاء نحتاج إلى تاريخ جديد للحضارة الإسلامية، يعنى بتسجيل مقاومة روح الهزيمة العلمية، والعناية بالتأليف، وحفظ التراث والإضافة إليه، وتخريج الأجيال الجديدة من الباحثين. هي دورات لها ذمم وقيعان تتباين أبعادها، ولكن فيها استمرار الحياة والإصرار على البقاء.
وفي نفس الوقت نحن لا نريد أن نغض الطرف عن الاسئنزاف الإسلامي الداخلي، وما شجر بين دول الإسلام من حروب، والنيران التي لا تزال مشتعلة، تأتي على زهرة الشباب، وعلى أرصدة المستقبل، بل علينا أن نبين تأثيرها السلبي على المسار الإسلامي.
وعلينا بقدر ما نستطيع أن نوسع دوائر التعاون، وأن نضيق دوائر الخلاف والنزاع. وليكن مما ننادي به أن نحفظ جهود العلم بعيدة عن الصراعات الداخلية، وأن تكون لرجال العلم ومعاهده وأجياله " حصانة " تمكنهم من القيام بمسئولياتهم، ومن بينها أن يقوموا بأنفسهم بكتابة تاريخ حضارتهم والطب جزء منها.
ولعل أن يكون هذا فيما نتواصى به في هذا اللقاء مع تنسيق الجمود التي تقوم بها أكثر من هيئة علمية العالم الإسلامي وهي جهود فيها تشابه وتداخل وتكرار.
(3) الطب بين الشريعة والممارسة
ترتبط العلاقة بين الشريعة والممارسة بنظرة الإسلام إلى الإنسان، يقول الله تعالى (لقد كرمنا بني آدم ) (4) والإنسان هو خليفة الله في أرضه: حقه وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ومن أجله خلق الله الوجود وأكرمه بالحواس والفكر (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) (6).
( قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون (7).
ولقد ذكر فقهاؤنا أن مقاصد التشريع الضرورية خمسة هي: حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل. ويقول الإمام الشاطبي هذه الخمسة لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، وفي الأخرى (أي يوم الحساب) فوت النجاة والنعيم، والحفظ لها (أي للمقاصد الخمسة) يكون بأمرين: ما يقيم أركانها وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب الوجود، والثاني ما يدرأ عنها الاختلال الواقع أو المتوقع فيها. وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب العدم (Cool.
ويلحق بهذه الضروريات مستوى يعين على تحقيقها يسميه الشاطبي " الحاجيات "، ومن دونه مستوى ثالث يسميه " التحسينات " وهي الأخذ بمحاسن العادات. فإذا كانت الضروريات الخمس أساسا، فالحاجيات عون، والتحسينات جمال في الأداء، وهي جميعا بتقسيمها الخماسي والثلاثي، أي الأفقي والرأسي تدور حول محور واحد هو كرامة الإنسان، ومن هذه الكرامة تنبع العناية بالإنسان في صحته ومرضه: الصحة بمفهومها الشامل جسميا ونفسيا وروحيا، والمرض بمفهومه الشامل أيضا الذي يضم هذه الجوانب، ويستوي فيه أن يكون المرض الذي أصيب به الإنسان من عمل يده أو أصابه دون حول منه ولا قوة. (4) الموقف من المريض. وارتبط بهذا أيضا موقف الإسلام- كدين- من المريض، فرعايته بين أهله، من صحبة المعروف والتقوى التي نقرؤها في قول الله تعالى ( وبالوالدين إحسانا " (9) وقوله ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ومن تمام الإحسان وصلة الرحم رعاية المريض من الأهل، وهو حق مضاف إلى حقه الأول كإنسان. إن الرعاية بالنسبة إلى المجتمع فرض كفاية، إذا قامت به طائفة سقط عن الباقين. ولا فرق في الإسلام بين حاجة الفرد إلى الطعام الشراب وحاجته إلى العلاج، وفي حياتنا المعاصرة التي تحمل فيها الدولة المسئولية مع أجهزة الحكم المحلي والمؤسسات الآتي أقامها أصحابها للغير أصبح تخطيط الرعاية الصحية مسئولية منظمة، تتحول فيها المبادرات الفردية والجماعية إلى قنوات خدمات تتكامل مع ما تقوم به الأجهزة الحكومية.... (5) الموقف من المرض والمرض في الإسلام انحراف عن الصحة، والرسول صلى الله عليه وسلم ينصحنا بقوله (تداووا عباد الله فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد هو الهرم) (11).
ولا نلقي في الإسلام أي أساس لموقف سلبي من المرض، فعلى الإنسان أن يحفظ صحته، وأن يلتمس سبل الشفاء إذا مرض، وعالما المجتمع أن ييسر له ذلك ما استطاع إليه سبيلا.
ولا نلقى في الإسلام موقفا عدوانيا على مريض، كما كان يحدث لضعاف العقول في أوربا في العصور الوسطى،عندما نسبوا ضعف العقل أو الجنون إلى الأرواح الشريرة.
والجذر اللغوي لهذه الكلمة وهو" ج ن ن " لا يدل على فقد، وإنما يدل على استتار أو حجب فقط، ومنه المجن الذي يستر المحارب، والجنة أي الحديقة لأن أشجارها تتستر من فيها، والستر يقتضي الوجود كأنه عاقل إنسان في الجنون مستور، وإذا استطعنا رفع الستار عاد إلى الظهور (12).
وموقف المريض من مرضه، مادام يعقل، هو التحمل والصبر والسعي إلى العلاج.
إن المرض في الإسلام اختبار من الله، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا غم ولا حزن- حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته) (13).
وبهذا كان تحمل الألم عبادة، وهو يشيع في النفس قدرا من السكينة تعين المريض على عبور جسر الألم، وتعين طبيبه على العلاج في نفس الوقت، وتراثنا القديم والحديث زاخر بمواقف الصالحين من المرض صبرا عليه وتحملا، وسعيا إلى العلاج إن استطاعوا، ورضى به إذا كان فوق طاقة الطب والعلاج (14).
وكان هذا التعاون بين المريض والطبيب والمجتمع يتم في جو من المودة والرعاية المتكاملة (جسميا ونفسيا وإعدادا للحياة العامة) وتشهد المستشفيات التي أنشئت في دورات الازدهار الإسلامي في كثير من عواصمه.

(6) مناقشة لبعض مشكلات الأحاديث النبوية فى الطب
ومع هذا الخط العريض في طلب الدواء والشفاء دارت مناقشات حول أحاديث شريفة من أبرزها قوله عليه الصلاة والسلام( لا عدوى) (15).
هذا مع أحاديث أخرى توصي باجتناب المرض، وأحاديث تحث على رعاية المريض.
وبهذا تبدو الصور العملية وفيها اقتراب من المرض والمريض لعلاجه، وحذر من العدوى، وإبعاد للأصحاء عن المريض ووقاية .
وكل موقف من هذه المواقف يتلاءم مع حديث أو أكثر للنبي عليه الصلاة والسلام.
ا- بعض علماؤنا قالوا إن أحاديث الطب ليست تشريعا وإنما هي تمثل خبرة العصر (16) ولو كانت تشريعا لكان الرسول عليه الصلاة والسلام يصف بنفسه الدواء لكل ما يعرض له. ولكنه كان يصف أحيانا وكان يوصي بأن يسألوا بعض المختصين: فعندما مرض سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ادعوا له الحارث بن كلدة فإنه يطبب) (17).
ب- والبعض ذكر أن حديث لا عدوى كان يحدث به أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سكت عن التحديث به.
جـ- والبعض اتجه إلى التوفيق بين هذه الأحاديث، وأن كلا منها كان لهدف وظرف ومستوى من الإيمان، ولن نطيل الوقوف عن هذا الحوار، ونستطيع أن نرجع إليه في مراجعه كتهذيب الآثار للطبري وزاد المعاد لابن القيم (18).
ذلك لأن الممارسة الإسلامية كانت هي التماس العلاج لكل مرض، وتجنب العدوى، مع رعاية المرضى والعناية بهم، واعتبار هذرا كله مسئولية دينية واجتماعية في آن واحد، وهي لا المصطلح الإسلامي عبادة، ذلك لأن العبادة قصد الله به كل خير يقدم في المجتمع، سواء قدمه الفرد إلى نفسه أو أهله أو المجتمع الكبير.
وعندنا مثال قريب من تركيا:
فعندما كان الجدري يفتك بالشعوب الأوربية في القرن الثامن عشر كانت الدولة العثمانية تمارس التطعيم، وقد كتبت السيدة ماري منتاجو زوجة السفير البريطاني لدى الدولة العثمانية ما لاحظته عندما زارت أدرنه عام 1717 فوجدت الجدري خفيف الوطأة في الشرق، وسألت عن السبب فعرفت أنه التطعيم. واقتنعت بفائدته وجربته في أولادها، ثم أشارت على قومها أن يجربوه، وتعرضت السيدة للاتهام بالدجل والشعوذة ومعارضة إرادة الله، ولكنها صمدت حتى أقنعت الأسرة المالكة بذلك، ومارست التطعيم في أفرادها بعد تجارب تمهيدية من خارج الأسرة. وأخيرا اقتنع القوم به ومارسوه رسميا، وكانت وفاة هذه السيدة الفاضلة عام 1762 م وبعد ذلك بستين عاما أقاموا لها شاهدا تذكاريا على قبرها، يسجل فضلها فيما حملت إلى قومها من خير وعلم تجريبي كان يمارس في تركيا (19). فالتطبيق التجريبي لحديث رسول الله الموجز (تداووا عباد الله) كان ممارسا على أوسع نطاق، وكان الفكر الإسلامي ونرجو أن يظل هكذا دائما قادرا على التمثل والمشاركة والإبداع.
(7) مسئوليات الحاضر والمستقبل
هذه المسئوليات شريحتان:
الأولى: متابعة المسئولية نحو الماضي باعتبار الحاضر نقطة متحركة على مسار الزمن ويومنا هذا موعد الأمس، وأمس الغد.
وأهمية هذه المتابعة أنها لا تقف بنا عيد عهد معين ولا دورة من الازدهار، وفي محاولتنا إعادة كتابة الحضارة الإسلامية،- الطب جزء منها.
نحن لا نتصور عهد ذهبيا عقم بعده الوجود الإسلامي أن يلد جديدا، ولو في مجال جزئي.
وهذا الرصيد يتناول العالم الإسلامي في شموله، وتتحرك في داخله دوائر إقليمية ووطنية، وهو بهذا دائرة وسطى أو داخلية إذا درسناه في المنظور العالمي.
وفي دراسة ص-5 العلاقات يمكن أن نجمع بين عدة مناهج: كالإقليمي والموضوعي وأن يكون هذا بتعاون مع المنظمات المسئولة عن تاريخ الحضارة في العالم الإسلامي، وعلى الصعيد العالمي، مع الإفادة من جهود سبقت، وإضافة ما يكشفه نشر الوثائق العلمية والمخطوطات. وهي عناية زادت مع الصحوة المعاصرة في العالم الإسلامي.
الثانية: تخطيط مسئوليات المستقبل، وتقتضي تحركا من موقعنا هذا في الدوائر السابقة جميعا وأبرز هذه المسئوليات نحو:
ا- الطب الوقائي
2- الطب العلاجي
3- البحوث العلمية.
(Cool بين الوقاية والعلاج في كثير من قطار العالم الثالث أو النامي نستطيع أن نعتبر الطب الوقائي هو" الطب المغبون ".
يقول الدكتور/ نبيل الطويل في كتابه " الحرمان والتخلف في ديار المسلمين " (4 5 14 هـ- 1984 م).
إن أولوياتنا في العالم الإسلامي والنامي المتخلف مقلوبة، نجد فيه خدمات " الصحة العامة عادة ضيقة ومحصورة في المراكز الحضرية، وتشكو من عدم الاهتمام الجاد بها. ويكتسح الطب العلاجي أكثر جوانب الميزانيتين العادية والإنمائية، ذلك لأن الطب العلاجي إنجازه له بريق، وله كيان مادي ملموس من المباني والأجهزة، يمكن أن تحتفل به أجهزة الإعلام، وأن يدعم كيان جهاز حاكم.
أما الطب الوقائي فليس له هذا التأثر النفسي (20) المطلوب، وتتوزع خدمات الطب الوقائي على قاعدة شعبية أوسع، وتزداد الحاجة إليه مع انخفاض المستوى الاجتماعي، حيث غير القادرين على إيصال أصواتهم عالية إلى مراكز اتخاذ القرار وتحديا. وتوزيع الميزانيات والخدمات.
وغير ذلك كائن في الطب العلاجي، فمهما قيل فيه فهو طب لاحق للطب الوقائي.
ويأتي علاجا لخطر قائم، بينما الطب الوقائي حماية من خطر متوقع، وفي الطب العلاجي خصوصية لاقتصاره على المرضى، وخصوصية أخرى لأن أكثره يمارس في مؤسسات حكومية أو أهلية.
وإذا كان الغالب في الطب الوقائي أن تنتقل الخدمة إلى الأفراد، فإن الغالب في الطب العلاجي أن ينتقل الفرد إلى مركز الخدمة، وإذا كان الاثنان متكامل فإن الوقاية أصل باعتبارها امتدادا للوضع السوي، والعلاج فرع باعتباره عودة بالمريض إلى الوضع السوي أو ما يقرب منه.

(9) البحوث العلمية
إن البحث العلمي المعاصر نشاط جماعي لم يعد يلائم الباحث والعالم المنعزل، ولا المجموعة العلمية المنعزلة وقد أصبح التعاون العلمي ضرورة على المستويات الوطنية والإسلامية والعالمية، وهو تعاون لا تغني فيه القراءة والمراسلات عن اللقاء والحوار المباشر (21). وفي المجال الطبي نحن محتاجون في العالم الإسلامي إلى بحوث تشمل أفاقا رئيسية خمسة عام الأقل:
الأول: مزيد من العناية بالتراث الطبي في أرض الإسلام، وذلك من الناحية التجريبية، حتى نرفع النسبة المئوية من اعتمادنا عليه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وذلك على قواعد علمية سليمة.
الثاني: العناية بالطب التقليدي في مهاد الحضارات القديمة كالصوت والمسند.
الثالث: الاتصال المنتظم بمراكز البحوث العلمية في العالم المتقدم.
الرابع: دعم ا لحوار بين رجال الطب ورجال الشريعة الإسلامية والأخلاق، وهو حوار قد بدأ فعلا على الصعيدين العالمي والإسلامي.
أ- على الصعيد العالمي أشير إلى ندوة فارنا عن " علم الحياة والأخلاق " وكان عقدها في يونيو 1975 (32).
وكان علم الحياة فيها ذا مفهوم واسع، شمل كل العلوم المتصلة بحياة الإنسان، وجاءت بعدما ندوات ومؤتمرات متخصصة، تربط بين الجوانب الطبية والأخلاقية لظاهرة خاصة كالمسكرات
مثلا..
ب- على الصعيد الإسلامي: صدرت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية " الدستور الإسلامي للمهنة
الطبية " (1401 هـ - 1981 م).
وشهدت الكويت ندوة متخصصة عن الإنجاب بتاريخ (شعبان 3 0 4 1 هـ/ مايو 983 1 م) وصدر عنها كتاب من المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية هذا العام، وقد ضمت الندوة رجال طب ورجال دين في حوار مغلق خصب، وفي جو علمي موضوعي، وكانت الندوة استطلاع طريق جديد في الحوار المباشر الذي يحاول فيه الجميع حل مشكلات تتعلق بحاضر ومستقبل المسار الإسلامي، في عصر تفتح فيا. الكشوف العلمية أبوابا جديدة في الأنفس والآفاق.
الخامس: القيام بالدراسات الميدانية التي تظهر بها أبعاد المشكلات وجوانبها المادية والبشرية، والت تمهد لاستنبات الحلول في أرض تتقبلها ولا ترفضها.
(10) ضوء على أفق التعاون العالمي أولا: هناك. الاتجاه العالمي إلى تكوين أخلاقيات جديدة تأخذ في اعتبارها إنجازات العلم وأن تضعه في خدمة الإنسان وصالح الجماعات الإنسانية في كل من الدول المتقدمة والنامية، وتحقيق الرغبة التي أبداها العلماء في أن يتابعوا الحوار مع رجال الأخلاق، ليعين كل جانب منهما الآخر، ولتقوم حقوق الإنسان على أساسين من العلم والأخلاق. وسيعين هذا الحوار على تحديد المفاهيم بينهما، واللغة المشتركة التي يتعاملون بها، ويحل تكامل البحوث محل توازيها أو تتابعها. وإن الأمل الذي تمنته ندوة فارنا أن تنتقل هذه المفاهيم من المستوى البحثي إلى المستوى التعليمي في الجامعات والمدارس المتخصصة، ثم التعليم العام، ثم المستوى الثقافي في المجتمع العريض. وأن يتم هذا بالتعاون بين المنظمات المتخصصة في الأمم المتحدة، وفي مقدمتها اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية.
ولقد برزت الحاجة العالمية إلى هذا الميثاق العلمي الأخلاقي بعد الحرب العالمية الثانية.
كان العام قبلها وفي القرنين السابقين أكبر إنجاز للإنسانية، والعلماء هم قادة الفكر ورواد التقدم، وبكشوفهم وابتكاراتهم تحسب خطوات الشعوب نحو مستقبلها ولكن عام 1945 كان حاسما في تعدي النظرة إلى العلم، فبعد إلقاء القنبلة الذرية الأمريكية الأولى على هيروشيما والثانية على نجازاكي، بدأ العلم كائنا له وجهان: ملاك وشيطان، نار ونور. فقد أخرج الإنسان المارد من القمقم، وأصابت الدين ومثالياته ضربة قاتلة، كما يقول المؤرخ العالمي ارنولد توينبى 241). ودخل العلم السياسة والحرب، وارتفعت نفقات بحوثه، واتسعت آفاقه، وبرزت سيطرة الدولة على كثير من أجهزته الكبرى.
وظهرت أسلحة جديدة تهدد الوجود الإنساني كله، وأصبحت الحياة معلقة بميزان الردع أو الرعب أو الخوف النووي لا فرق وفي غزو يخترق جدار الطب ظهرت حروب الجراثيم والإشعاع، وتدمير المراكز العصبية في الإنسان (23).
وتعيش الإنسانية عصرا تختلط فيه القوة بالخوف، والتعاون العلمي بالتنافس والتسابق، وأسـرار الطبيعة بأسرار الدول، وحراسة المنشآت العسكرية بحراسة المنشآت العلمية.
وفي كثر من لقاءات المنظمات العالمية التي تستطيع أن ترتفع فيها أصوات الشعوب، نسمع الدعوة إلى الحد من التسليح، وتوجيه بعض نفقاته إلى التنمية والوقاية والعلاج والتعليم. وحساب ما ينفق عام الدمار، أو الاستعداد له، أو الخوف منه.
وفي مقابل هذا نسمع أصواتا من رجال السياسة، تدعو إلى الحد من هذه الآمال العريضة، وعدم الاعتماد عليها في تمويل مشروعات السلام والتنمية، ومنها آمالنا في صحة أفضل للإنسان، كل إنسان.
" وقد عرض ! ريتشارد نكسون الرئيس الأسبق للولايات المتحدة هذا الأمر، في كتابه السلام الحقيقي (1983! يقول: إن الحرب خيار مضى وقته، والسلام هو الخيار الوحيد للمستقبل، ومع أننا نرى الحرب عديمة الجدوى ففي صيف 1983 كانت هناك خمسة عشر حربا بالإضافة إلى عشرات من الحروب الصغيرة في العالم الثالث، منذ الحرب العالمية الثانية قامت مائة وأربعون حربا، مات فيها ما لا يقل عن عشرة ملايين، إن السلام ليس نهاية الصراع، ولكنه أسلوب لمعايشة الصراع وعند إقامته لابد له من رعاية دائمة، وإلا فارق الحياة " (26).
ولنتأمل طويلا في عبارته التالية:
" إن من الخطر أن نخلط بين السلام الحقيقي والسلام الكامل، إن المثاليين يأملون في عالم بلا صراع، وهو عالم لم يكن ولن يكون، ومن أجل حقائق الحياة لا يتحقق هذا السلام الكامل إلا في مكانين: القبر، وأمام آلات الطباعة. إنه مادة الشعر والمقالات الصحفية التي تضع الأفكار الجميلة في الكلمات الجميلة.
أما السلام الحقيقي فهو سلام أرضي في عالم الواقع، يقوم به قادة عمليون ينظرون إلى مصالح شعوبهم نظرة جسورا فيها صلابة الماس " (27). وانتهى إلى وجوب توفير قوة عند كل من الدولتين الأعظم، قادرة على حماية نفسها، وردع الطرف الآخر، ثم اقترح أن يكون العمل في العالم الثالث مزجا بين منهج الصقور والحمائم، وموازنة بين استخدام القوة والعون الاقتصادي (28).
ذكرت هذا التلخيص لأبين أمرا أساسيا. هناك جانب من العون قد يأتي من هذه الدول الكبرى المشغولة بقضية الصراع العالمي والتسابق فيه، وعون يأتي من المنظمات العالمية. وقد أخذت الضغوط تشتد عليها مع ارتفاع أصواتها بالسلام، كما حدث مع اليونسكو في ديسمبر 1983 م ذلك لأمهد لأمر أساسي: هوأن يكون اعتماد العالم الإسلامي في تنميته على نفسه أولا هذه النفس المؤمنة بالله وبالإخاء وبالتخطيط العلمي.
(11) ضوء على أفق التعاون الإسلامي
وإذا كنا شئنا أم أبينا جزءا من هذا الكيان العالمي، ومصائرنا مرتبطة به إيجابا وسلبا، فعلينا أن نتحرك أفضل تحرك ممكن في حدود طاقاتنا فيما نحن بسبيله تحت مظلة هذا المؤتمر.
وأول هذه الجهود التنسيق بين جهودنا ومواردنا، وما تقوم به المنظمات ذات الطابع الإسلامي العالمي، والدوائر الأصغر التي تتحرك في هذه المجالات في قطاعات العالم الإسلامي.
ولنذكر مثالا بفتح الطريق لآفاق هذا التعاون، بادئين بأهم هذه المنظمات، وهي منظمة المؤتمر الإسلامي، ففي مطلع عامنا هذا (4 0 14 هـ/ 984 ام) شهدت مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية مؤتمر القمة الإسلامي الرابع. وكان من بين اللجان التي شكلها مؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة (يناير 981 ام) لجنة التضامن مع دول الساحل (سيلس) هذه الدول التي تلي الصحراء الكبرى جنوبا، كأنها الساحل المعمور المطل على هذا البحر الرملي الواسع.
ونحن نعلم ما تقاسي منه هذه الدول من زحف الصحراء جنوبا، وتراجع العمران والخضرة أمام هذا الغزو الرملي الصامت المستمر، وقد أوكل مؤتمر القمة الإسلامي إلى هذه اللجنة مهمة متابعة وتطبيق الإجراءات الكفيلة بمساعدة دول الساحل، وذلك بمكافحة الجفاف واتخاذ المبادرات التي تراها صالحة في هذا المجال، وأقرت إطارا عاما للمساعدة الطاردة من الأغذية، ولمشروعات التنمية الريفية العاجلة، وقدمت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والجمهورية العراقية ودولة الإمارات العربية المتحدة مساهمة مالية لهذا الهدف.
الذي أود أن أقوله هنا أن هذا العمل الوقائي، قطاع جغرافي من جبهة طويلة تمتد في العالم الإسلامي بين المحيطين الهادي والأطلسي، وقطاع موضوعي من مشكلة التنمية في شمولها الذي يضم مقاومة العقبات التي تعوقها، ودعم الإيجابيات التي تسارع في تقدمها.
فنحن إذن بحاجة ماسة إلى أطلس خدمات للعالم الإسلامي، وعلى هذا المؤتمر، فيه الجزء الخاص بالخدمات الطبية بجوانبها الثلاثة.
وإذا كانت منظمة المؤتمر الإسلامي ذاتها قد درست في اجتماع للدار البيضاء (يناير 1984 م) موضوع تداخل الاختصاصات بين الأجهزة المنبثقة منها، وهي تسعى إلى تعديل في هيكلها الإداري، فإن الحاجة إلى التنسيق تكون أشد إذا ما نظر، إلى التعاون العلمي على مستوى يجمع المنظمات والأجهزة العاملة في الصعيد الإسلامي العالمي.
وهذا التنسيق الممهد لوضع أطلس الخدمات الطبية الاسلامية، هو جزء من أطلس الخدمات الإسلامية الشامل، وهو بدوره جزء من صورة المستقبل الإسلامي.
(12) الخاتمة
السيد الرئيس:
السادة الزملاء:
في مطلع أرزا القرن الهجري الخامس عشر تنادى المسلمون باستثمار هذه المناسبة التاريخية، التي تواكبت مع صحوة إسلامية، لترشيد هذه الصحوة التي توفرت لها بين المسلمين رغبة في التعاون، وتقارب وسهولة في الاتصال، وفضل من المال وزيادة في الطاقة البشرية المتعلمة وزيادة إحساس بحاجات العالم الإسلامي.
وتنادوا بمشروعات تنمية مشتركة، وإقامة محكمة عدل إسلامية، تفصل في قضايا الدول الإسلامية، وتقيم بينهم السلام والصلح والعدل. [b]برز هذا في مقررات مؤتمر القمة الإسلامي الثالث والرابع. ورغم اشتداد الحاجة إلى كل جهد بشري ومادي، تشتعل الحروب عنيفة في العالم الإسلامي على مستوى الدولة الواحدة أو الجيران الأقربين أو إخوة العقيدة، فهل نأمل في أن تضع الحرب في إيران والعراق أزرارها، ويعود السلام إلى ربوع لبنان، ويعود أبناء الأرض إلى وطنهم فلسطين ويعود كل لاجيء أو مشرد إلى وطنه؟
جمال الجزائري
جمال الجزائري
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 800
نقاط : 13580
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/01/2010
العمر : 54
الموقع : hadeqa.ahladalil.com

https://hadeqa.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى